انخفاض واردات معالجات Intel وAMD إلى روسيا رسميًا: كيف تتجاوز الشركات المحلية أزمة نقص المعالجات؟
اكتشف أسباب انخفاض واردات Intel وAMD لروسيا رسميًا بنسبة 95% و81%، وكيف تكشف الشركات المحلية عن واقع مختلف بفضل التحايل على العقوبات.
انخفاض واردات معالجات Intel وAMD إلى روسيا: أرقام رسمية مذهلة
تشير أحدث البيانات الصادرة عن الجمارك الفيدرالية الروسية إلى انهيار مروع في واردات معالجات Intel وAMD للمرة الأولى في التاريخ الحديث. ففي عام 2024، انخفضت واردات معالجات Intel بنسبة 95% لتصل إلى حوالي 20,000 وحدة فقط، بينما تراجعت واردات AMD بنسبة 81% لتصل إلى حوالي 17,000 وحدة فقط.
من الناحية المالية، تراجعت قيمة الواردات من 6.3 مليار روبل سنويًا إلى 439 مليون روبل فقط، وهو تراجع يقلل من قيمة السوق الرسمية من هذه المعالجات إلى أدنى مستوياتها.
أسباب الانخفاض الرسمي في الاستيراد
العقوبات الغربية: المحرك الرئيسي
منذ فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، واجهت روسيا نقصًا حادًا في الإلكترونيات، وخاصة المعالجات المتقدمة المصنوعة في الولايات المتحدة. أدت هذه القيود إلى قطع معظم الطرق القانونية لاستيراد معالجات Intel وAMD، مما حرم الشركات والأفراد من الوصول المباشر إلى هذه المنتجات.
انخفاض الشحنات الرسمية مقابل ظهور قنوات غير رسمية
على الرغم من الانخفاض الرسمي الكبير في واردات المعالجات، إلا أن تقارير من قطاع التصنيع المحلي تكشف واقعًا مختلفًا تمامًا. حيث تؤكد شركات محلية كبرى مثل Lotos Group وRikor أنها طلبت كميات أكبر من المعالجات في 2024 مقارنة بالسنوات السابقة، بل وأشارت إلى أن المخزونات لديها أصبحت أكبر وأكثر تنوعًا.
كيف تتجاوز الشركات المحلية العقوبات؟
التحايل على العقوبات عبر قنوات غير رسمية
أصبحت شبكات التهريب الإلكتروني هي الحل المفضل للشركات الروسية للحصول على المعالجات. وتشير التقارير إلى أن شبكات التهريب تمر عبر دول مثل هونغ كونغ، حيث يتم تهريب مليارات الدولارات من أشباه الموصلات إلى روسيا، فضلاً عن دول مثل ماليزيا والهند التي يتم من خلالها إعادة توجيه الشحنات عبر قنوات متعددة قبل أن تصل إلى روسيا.
- شبكة هونغ كونغ: مركز رئيسي لتهريب المعالجات، حيث يمر أكثر من 4 مليارات دولار من المعالجات عبر مكتب واحد فقط.
- دور ماليزيا والهند: إعادة تصدير المعالجات إلى روسيا عبر قنوات وهمية أو تغيير التصنيف الجمركي للشحنات.
تغيير تسميات البضائع في الفواتير
تستخدم الشركات المحلية تقنيات إبداعية لتجاوز الرقابة، مثل إدراج المعالجات ضمن فئات أخرى غير “معالجات” في الفواتير الرسمية، مما يجعل من الصعب على الجمارك تعقبها.
ما الذي تخبرنا به إحصائيات الشركات الروسية؟
على الرغم من الانخفاض الرسمي المهول، فإن شركات مثل Rikor تؤكد أنها اشترت أكثر من 120,000 معالج في 2024، أي بزيادة تقارب 30% عن العام السابق، مع بقاء الأسعار ثابتة نسبيًا على الطرازات الأساسية. تشير هذه الأرقام إلى أن السوق السوداء والتسويق غير الرسمي أصبحا مصدرًا رئيسيًا للمعالجات في روسيا.
تحديات تواجه السوق الروسي للمعالجات
ارتفاع الأسعار المتوقع
حذر الموردون الروس من ارتفاع أسعار المعالجات بنسبة 10% إلى 12% في 2025 بسبب التضخم واستمرار الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
الصعوبة في جلب طرازات حديثة
رغم وفرة المعالجات المتوسطة، إلا أن الحصول على أحدث الطرازات (خاصة تلك المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة) يظل تحديًا كبيرًا، ويخضع لرقابة أكبر من الشركات المصنعة والسلطات الغربية.
نصائح عملية للشركات والأفراد في روسيا
- الاعتماد على موردين موثوقين في دول ثالثة: البحث عن شركات إعادة تصدير في دول قريبة مثل دبي أو تركيا أو الهند.
- التحقق من أصالة المنتجات: التأكد من عدم شراء معالجات مزيفة أو معيبة عبر القنوات غير الرسمية.
- المراقبة المستمرة للأسعار: متابعة أسعار المعالجات بشكل دوري للاستفادة من أي انخفاض أو توفر جديد في السوق.
- المشاركة في شبكات مستوردين: الانضمام لمجموعات أو منتديات متخصصة في استيراد الإلكترونيات.
